الاثنين، 2 يناير 2012

حادث المعبد اليهودي والأخطبوط الصهيوني


حادث المعبد اليهودي والأخطبوط الصهيوني
بقلم: حسين القباني
 

حسين القباني
24-2-2010
حذرنا من قبل تحت عنوان "الأخطبوط الصهيوني في مصر" بتاريخ 14/2/2010 من الامتداد الصهيوني في مصر، ولم تمرّ أيام عديدة حتى فؤجئنا ببيان لوزارة الداخلية المصرية يوم 21/2/2010 قالت فيه إنه في السادسة والربع صباح ذلك اليوم قام مجهول بالصعود لفندق بانوراما ٣ نجوم بالطابق الرابع بالعقار رقم ٢٠ بشارع عدلي المواجه للمعبد اليهودي، حاملاً حقيبة متوسطة الحجم، وطلب حجز غرفة لإقامته، ولدى تواجده بصالة استقبال الفندق غافل موظفي الفندق وألقى الحقيبة نحو رصيف الفندق من الطابق الرابع، مما أدى لاشتعال محتواها، ولاذ بالفرار من خلال ممر صغير بجوار الفندق. ولم تسفر الواقعة عن إصابات بشرية أو خسائر مادية، وكثفت أجهزة الأمن جهودها لضبط المتهم بعد عثورها على ملابسه ومتعلقاته!!
هذا الخبر تحديدًا يطرح علامات استفهام كثيرة خاصة وهو يأتي في سياق قلق صهيوني من الاهتمام باغتيال المبحوح القيادي القسامي في دبي فضلاً عن بدء العدو الصهيوني في اعتماد مخصصات له في الحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل بناء على طلب المستوطنين الصهاينة المحتلين لفلسطين.
وأيضًا يطرح هذا الخبر تساؤلات عديدة: "لماذا كان الحادث في هذا التوقيت الذي يخلو فيه الطريق من المارة عادة؟ وهل كان ترك الملابس والمتعلقات مقصودًا من الجاني الذي اختفى في ممر ضيق؟!! وهل كان هذا ضمن خطة كبيرة لجهاز مخابراتي وتحديدًا الموساد على أرض مصر خاصة أنه حادث أعدّ ليكون في النهاية فاشلاً؟ وهل هذا الحادث كان نتيجة واضحة لتجرؤ صهيوني على مصر بعدما مهدت السلطات المصرية لذلك باتهام مجموعة متشددة بمحاولة تفجير قبر أبو حصيرة بدمنهور مع أن هذا لم يكن في مستوى خيال "إسرائيل" نفسها أن يوصل حماية مصر للصهاينة لاتهامات لمصريين بهذا المستوى؟
وأجيب باختصار: العدو الصهيوني يريد أن يشتت الرأي العام ويوجه للعالم رسالة أنه مستضعف ويحارب في كل أرض ومنها مصر ليتقبل العالم أهمية الدفاع عن نفسه في أي مكان، ولا أستبعد تمامًا أن الموساد الصهيوني وراء هذا الأمر بتوجيه مباشر عن طريق عملائه لافتعال هذا الحادث الفاشل والذي نحمد الله أنه لم ينتج عن شيء حتى لا يكون مسمار جحا جديدًا لإسرائيل في مصر!!
والمثير للأسى أن الحكومة الصهيونية المحتلة قامت باستدعاء السفير المصري بتل أبيب وطلبت منه موافاتها بأسباب الحادث وملابساته وسرعة ضبط المتهم ومعرفة انتماءاته وعما إذا كان العمل التخريبي له صلة باغتيال المبحوح أم لا؟
ومن يتابع يشعر بالأسى عندما يرى أن الكيان الصهيوني يبحث له عن سيادة مزعومة، ويطالب بسرعة إلقاء القبض على المتهم في وقت تخلت فيه حكومتنا المصرية بالمطالبة بحقوق عشرات المصريين الذين قتلهم الصهاينة فعلاً غدرًا وعدوانًا ولكن الغريب- والذي يؤكد كلامنا- أن الصهاينة يسألون عما إذا كان العمل التخريبي له صلة باغتيال المبحوح أم لا، وكأنهم يريدون أن يوجهوا الرأي العام لذلك الربط المقصود الذي يسهل من رسالة أنها مستضعفة ومستهدفة ويجب أن تحمي نفسها!!
ومن ناحية أخرى كشف هذا الحادث المدبر عن حملة إعلامية شديدة الخطورة قام بها الجانب الصهيوني مباشرةً عقب الحادث والذي له شبكة علاقات إعلامية على مستوى على العالم قوية لترويج أكاذيبه ولن أدخل في تفاصيلها فهي باختصار عناوين وفقرات ملغمة في الإذاعة الإسرائيلية وإذاعة الجيش الإسرائيلي و(هاآرتس) و(معاريف) و(يديعوت أحرونوت).
فقد طالب الإعلام الصهيوني بوضع المعابد اليهودية في الدول العربية ومنها مصر تحت المراقبة الدولية وهذا انتهاك لسيادة مصر فضلاً عن زعمه أن هناك تهديد لأهداف يهودية وإسرائيلية في مصر وكأنّ قبر أبو حصيرةالمرفوض شعبيًّا والذي أعلنت السلطات المصرية عن القبض على مجموعة متشددة تخطط لأمور عديدة منها تفجير قبر أبو حصيرة قد صار هدفًا صهيونيًّا في دولة مصر أو إن شئت قل إنها قاعدة من قواعد الأخطبوط الصهيوني في مصر الذي يتركز عن طريق سفارته المكروهة بمصر وقنصليته بالإسكندرية وينتشر في سيناء. 
وحاول الإعلام الصهيوني أيضًا تضخيم الحادث باللعب على وتر الدين لحشد أكبر تأييد له ولجرائمه وذلك عن طريق التأكيد بأن المعبد اليهودي هو المعبد الوحيد الذي لا يزال تجرى فيه الصلوات اليهودية والأعياد في عطل نهاية الأسبوع بل ويزوره أحيانًا العديد من الدبلوماسيين الصهاينة فضلاً عن السعي الإعلامي الحثيث لإرهاب الدولة المصرية عن طريق الحديث عن معاداة ما تسميه إسرائيل "السامية" أو تجييش العالم نحو مصر بادعاء أن هناك محاولات للاعتداء على اليهود في مصر مع أن أغلبتهم عواجيز يتكئون على عصا الموت.
ومن هنا يجب أن نكون على حذر من إصرار الصهاينة على افتعال أحداث أو صناعتها من أجل تعجيل ما يقوي مشروعها القومي بإعلان يهودية الدولة واستدعاء السفير المصري للسؤال عن هذا الحادث وغيره من المواقف لا شك أنه يأتي في سياق هذا، كما يجب أيضًا أن نكون على حذر من الحملة الإعلامية الصهيونية وأهدافها الخبيثة ويجب أن تتحرك السلطات المصرية لحماية أمن مصر وسيادتها وكرامة شعبها بحملة مضادة إعلامية على الأقل!!
أخيرًا يجب أن تتحرك القوى الوطنية في مصر لتوعية جادة للشعب ومواجهة سلمية وقانونية وإعلامية ودبلوماسية للامتداد الصهيوني بمصر وانتهاك سيادتها في ظل الحكم المأساوي للحزب الوطني الحاكم واستجاباته المتتالية للمشروع الصهيوأمريكي في المنطقة بدليل الجدار الفولاذي تحت باطن الأرض بين حدود غزة المحاصرة وحدود مصر المسجونة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق