الخميس، 5 يناير 2012

حمدى رسلان يكتب: مليونية أبو حصيرة


حمدى رسلان يكتب: مليونية أبو حصيرة

مولد أبو حصيرة
3 مايو 2011

اليوم السابع

فى عز انشغالنا بالثورة وبأموال الفاسدين المهرّبة بالخارج وبأعمال البلطجة المنتشرة فى ربوع مصر بأكملها، قد نغفل عن حق السيادة على كل شبر من أراضينا، وإن كانت اتفاقية كامب ديفيد قد قلصت سيادتنا على سيناء وجعلتها سيادة شكلية غير مكتملة، فلا يعقل أن تمتد أقدام اليهود إلى داخل دلتا مصر وفى عمق الريف المصرى فى مدينة دمنهور، للاحتفال كل عام بمولد (أبو حصيرة) ليستفزوا بذلك مشاعر المصريين عامة وأهل دمنهور والبحيرة خاصةً.

وإذا كنا غير قادرين على نصرة إخواننا فى فلسطين وتحرير أراضيهم، أو غير قادرين على أن ننقذ القدس الشريف من عمليات التخريب المستمرة والمتعمدة لهدمه، فلا يعقل أن نترك لهؤلاء أراضينا فى الشمال ليفعلوا بها ما شاءوا تحت حجة (مسمار جحا)، فلو صدقوا وكان لهم رجلُُ صالح فليأخذوا رفاتهِ إلى بلادهم، ولن نعتبره نحن المصريون أثراً قيماً، ولن نأخذ مليماً واحداً على جمركته، وسنشيعه إليهم ونحن فرحون، لأنه سيرقد فى مثواه المستحق داخل تل أبيب.

فليشربوا الخمر وليأتوا النساء على الأجزاء التى احتلوها من أراضى العرب فى فلسطين، وليفعلوا طقوسهم الغريبة والعجيبة كما يشاءون عندهم، ولكن أرض مصر كجمرة نار لا ترضى بمغتصب أو قاتل أن يقف عليها، وشعب مصر لن يرضى بعد اليوم بفعل هذه الطقوس التى تثير الاشمئزاز من المتطرفين على شبر واحد من هذا الوطن.

وإذا كانت اتفاقية كامب ديفيد جعلت من أعداء الأمس أصدقاء، فهذا لم يكن إلا على المستوى الرسمى فقط، أما على المستوى الشعبى فهو رافض لأى تطبيع مع هذا الكيان، ليس لديانته كما يظن أو يروج البعض، ولكن لأنه كيان صهيونى مغتصب لأراضى عربية، ويده ملوثة بدماء الكثير من الشهداء من كل قطر عربى، والمسجد الأقصى مازال مكبلاً ويعانى من سيطرة هذا الكيان عليه.

وإذا كنا اليوم بفعل ثورة 25 يناير والروح الجديدة التى تسود المصريين نريد أن نطهر بلدنا من الفاسدين، فنتيجة فساد هؤلاء كان ضياع هيبتنا وهيبة بلدنا، والتجرؤ على المصرى داخل بلده من هؤلاء الذين لا نرغب فى وجودهم، ولا نرحب بزيارتهم.

فمصر كما عادت للمصريين لا يعقل أن يظل جزء صغير منها محتل من جثة الله أعلم بحقيقة هويتها وأمرها، ومحتل من زوّار يأتون كل عام رغماً عن إرادتنا، يفعلون مايشاءون فى مجتمع ريفى مازال بعفويته، فشوارع الهرم التى بها من المفسدات الكثير والكثير لا ترحب بمثل هؤلاء، فما بالكم بمجتمع ريفى بسيط لديه عادات وتقاليد منذ قديم الأزل لا يراعوها هؤلاء المتطفلون.

خرجنا فى مليونيات مختلفة ولأسباب مختلفة، وحققنا بعض المكاسب ولم نحقق الأخرى، ولكن المكسب الأكبر الذى سنحققه، هو عدم دخول هؤلاء إلى أرض مصر ثانيةً، فيجب أن نقف جميعاً أمامهم لرفض طقوسهم الموسمية فى مدينة دمنهور، وليتيقنوا أن هذا العهد ليس عهد مبارك وإنما عهد الشعب، والكلمة الأولى والأخيرة الآن هى كلمة الشعب المصرى، الذى يرحب بما يشاء من ضيوفهِ، ويرفض مايشاء منهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق