الخميس، 5 يناير 2012

حماية دميتوه - بقلم/ محمود الزيودي


حماية دميتوه - بقلم/ محمود الزيودي


30-5-2011
موقع اخوان البحيرة

في كل عام وبعد اتفاقية كامب ديفيد المشئومة تتحول حياة الفلاحين في قرية دميتوه بمحافظة البحيرة بمصر . الى كابوس أمني لمدة أسبوعين !!!! دوريات أمنية على مدار الساعة على الطريق بين دمنهور ودميتوه ... أمن مركزي يحيط بثمانية دونمات مسوّرة قرب القرية . مباحث أمن الدولة بحجم نصف كتيبة تتجول في القرية بأزياء تجار وفلاحين ومستثمرين وهميّين ... كل هذا بسبب احتفال اليهود القادمين من اسرائيل وأوروبا بمولد ابو حصيرة ... ولد الرجل ( من اصل مغربي ) في ليلة واحدة ولكن الاحتفال بمولده يستمر اسبوعا من الكوابيس الأمنية على قرية دميتوه ... كان القبر ضريحا عاديا مثل ضريح هارون في البتراء أو مقام حدد في القنيّة او مقام النبي هود في جرش وقد اختفى مع مرور الزمن ... اشترى أثرياء اليهود ثمانية دونمات حول القبر وسوّروها فتقاطر اليهود على الاثر الدارس حتى بلغوا في الزيارة الواحدة 650 زائرا ... لم يكن الهدف التبرّك بأبي حصيرة الذي تروي الأكاذيب اليهودية ( وهي كثيرة في التوراة وغيرها ) أنه أفترش حصيرة فوق مياه البحر بعد غرق سفينته... أوصلته الحصيرة الى فلسطين ومات في طريق العودة الى المغرب ودفن في دميتوه لسوء حظ أهلها .. وأينما حلّ اليهود يحل الأذى حتى يومنا هذا... الهدف كان ولا يزال تثبيت ارض يهوديّة بأثر يهودي في الأراضي العربية خارج فلسطين المحتلّة... لا يفوتنا أكاذيب موشي ساسون السفير الإسرائيلي السابق في القاهرة ان اليهوديّة نشأت وترعرت في مصر .

هذا العام لن يصل اليهود الى دميتوه ... لن يتوجّس أهل القرية من حالة الاستنفار الأمني التي تنّغص حياتهم ليل نهار كلما حل موعد حفل ابو حصيرة ... طلاب جامعة دمنهور من شباب مصر الجديدة بالاشتراك مع حركة ( لن تمروا فوق أرضي ) تحركوا من دمنهور إلى دميتوه بمسيرة تندد باحتلال إسرائيل لفلسطين وتنذر بأنها ستمنع حفل المولد ... تبعتها مجموعة من الأحزاب والهيئات السياسية في مسيرة كبرى يوم الاثنين 23 – 5 – 2011 من جامعة دمنهور إلى قبر أبو حصيرة لمنع اليهود من الاحتفال الذي اعتادوا أقامته كل عام ... لا ذبائح ولا فطائر ولا خمور ولا صخب يقلق ليل دميتو ونهارها بحراسة تكفي لتأمين محافظة كاملة . كما ان جيش مصر أجلّ وأرفع من أن يسوّد عيشه أبناء القرية المصرية لمدة أسبوعين ليحمي أكذوبة أطلقها اليهود ووجدوا من يصدّقها معهم خلال ثلاثين عاما ويزيد ...

لعلها إرهاصات الشرق الأوسط الجديد الذي سيستعيد وعيه مع حركة التغيير التي بدأت ولم تنته بعد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق