الجمعة، 13 يناير 2012

" أبو حصيرة"لن يكون أعز من مبارك بقلم : محمد خضر الشريف


" أبو حصيرة"لن يكون أعز من مبارك بقلم : محمد خضر الشريف


لن يكون القبر المزعوم  لليهودي المسمى "أبو حصيرة " في قرية دمتوه في دمهنور بالبحيرة، أعز على شعب مصر من "مبارك" الذي حكم مصر ثلاثين سنة متصلة كان فيها كل شيء، ولم نكن نحن أمامه أي شيء، ومع ذلك قال الشعب قولته وحسم أمره وعزل رئيسه بل حاكمه وأدخله في مكان لم يكن يتخيل انه سيدخله  في قفص الاتهام ، ولو في صورة حلم "كابوسي" .
وكما قال الشعب المصري كله كلمته في مبارك وآله وأتباع نظامه، قال أيضا كلمته في  مولد أبو حصيرة، هذا  المولد اليهودي الذي كان شيئا نشازا في وجه مصر العظيمة، وشوكة في حلقها ، وصداعا يؤرقنا في مثل هذه الأيام التي يحل فيها مولده المزعوم.
وقد اجمعت تيارات عديدة مختلفة المشارب متنوعة التوجهات متباينة الرؤى والايدليوجيات على منع هذه المهزلة  التي كانت تتكرر كل عام رغم انف مسؤولي مصر وشعب مصر.. ووصل الحماس بهذه التيارات العديدة ( الغد والناصري والنهضة، والإصلاح، و6  أبريل وكفاية ووعى، وحملتى دعم البرادعى وأبو الفتوح) استمرار المناهضة وبعضها وعد بعمل دروع بشرية للثبات على  المبدأ.
وعلى سيرة " سيدهم ابو حصيرة" فأنا اشك في وجود أصلا، لذا  يحلو لي ان أطلق عليه انه" مزعوم"، وان الحكاية كانت زعما في زعم، وذكرني هذا ماقاله لنا منذ زمن طويل أحد الصالحين: إن اناسا بسطاء في قرية كانوا يزورون أحد الأضرحة ويقيمون له الشعائر- الخاطئة طبعا- ويذبحون الذبائح من دون الله وينفقون من حر أموالهم- مالم لو دعوا لانفاقه في إطعام جائع أو إكساء عار أو المساهمة في شفاء مريض؛ لقبضوا أيديهم وبخلوا بما دعوا إليه- واستمر البسطاء على هذا المنوال واستمرؤوه، ثم لما حان موعد موت القائم على الامر والمشجع عليه والداعي لتعظيم صاحب الضريح جمعهم واعترف لهم تبرئة للذمة ان القبة التي كانوا يعظمونها ويذبحون لصاحبها ويطوفوون حول مقصورتها ان المدفون فيها "حمار"...
   نعم حمار- أكرمكم الله – وقالوا مثلهم الشهير "تحت القبة حمار"...
وهي هي القصة التي تحكى على الألسنة ان رجلين كان يبيعان الزيت ويسرحان بيها القرى على حمارهما فمات في الطريق ودفناه وحزنا على فقدهما مصدر رزقهما فقال أحدهما الاكثر ذكاء لصاحبه كف عن البكاء سيكون الحمار مصدر رزقنا بعد موته كما كان في حياته فقاما بدفنه وبناء قبة تحته واوهما اهل القرية ان شيخا كبيرا عظيما من أولياء الله دفن هنا وقام الناس  بالزيارة ودفع النذور الكثيرة له وكانا الرجلان يقتسمان الحصيلة حتى شك احدهما في سطو الآخر على النصيب الاكبر من النقود فكلمه فقال وحياة سيدنا الشيخ ما اخذت شيئا فضحك منه وقال على صاحبك "احنا دافنينه سوا " ولسان حاله يقول له ياصاحبي انت نسيت انه:" تحت القبة حمار".
وايا كان اختلاف الرواية الأولى الشفهية والثانية الكتابية، فهي ترمز الى شيء مهم وهو ان البسطاء من الممكن الضحك عليهم باشاعة "الوهم" وتثبيته في الاذهان للدرجة التي يصبح شيئا مألوفا ومعلوما من ثقافة وعادات الشعب بالضرورة .
ان اتفاق هذه الكتل على كلمة سواء اشعرتنا بالأمل في ان مصر يمكن ان تجتمع كلمتها وتلتقي اهدافها في سبيل هدف واحد وغاية واحدة تمس كرامة مصر والتعبير عن ارادة مصر سيما ان كانت تلك الارادة تتمثل في  اخماد بدعة كانت غريبة عن مصر ونبتة خبيثة كم تمنت مصر اجتثاثها من ارضها  وقد شاء الله ان تجتمع كلمة الشعب على ذلك وتحقق لكلمة الشعب ما أرادت.
ان الشعب المصري انتصر مرتين مرة على نفسه بان نال مايريده من منع هذه المهزلة "المولدية الحصيرية"، وجعل قيادته القائمة على شؤون البلاد الآن تبلغ الكيان الصهيوني بعدم قيام طقوس هذا المولد المزعوم، وكونه منع هذا العام فترجمته انه ممنوع الى الأبد..والثانية انه انتصر على اختلافاته بين كل احزابه وحركاته واتجاهاته لارسال رسالة لاسرائيل ان مصر كلها استاطعت ان تنزع "مسمار جحا" في قرية ديمتوه البحيرية وتميت البدعة المشؤومة المتمثلة في إحياء المولد الحصيري للأبد.
** آخر الكلام:
اذا الشعب يوما أراد الحياة // فلابد أن يستجيب القدر
( ابو القاسم الشابي)



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق