الخميس، 5 يناير 2012

ثورتا مصر وتونس تحرمان اليهود من الحج لـ"أبو حصيرة" و"جربة"


ثورتا مصر وتونس تحرمان اليهود من الحج لـ"أبو حصيرة" و"جربة"



  2011-05-18
كتب: تونس - وكالات
لم تعد الثورتان الشعبيتان اللتان اندلعتا في مصر وتونس سببًا في حرمان الحكام من البقاء في كراسيهم فحسب، بل صارت مأزقًا صعبًا أمام إسرائيل والطوائف اليهودية؛ بسبب الرفض الشعبي في الدولتين لتوافد اليهود وإقامة احتفالاتهم الدينية.
واضطرت الطائفة اليهودية في تونس إلى إلغاء الاحتفالات السنوية لها التي كان يفترض أن تبدأ الثلاثاء 17 مايو/أيار في كنيس"الغريبة" الذي يعتبر من أقدم المعابد اليهودية في منطقة شمال إفريقيا؛ بسبب الأوضاع الأمنية.
في الوقت نفسه، يواجه مولد "أبو حصيرة" في مصر الذي يقام في قرية ديمتوه بمحافظة البحيرة شمال القاهرة؛ أزمة بسبب تنظيم طلاب من جامعة دمنهور وائتلاف شباب الثورة، مسيرة إلى ضريح أبو حصيرة للتضامن مع الانتفاضة الفلسطينية الثالثة ورفض إقامة هذا الاحتفال.
وكانت الطائفة اليهودية في جزيرة جربة التونسية، قد قررت إلغاء الاحتفالات التي تقام سنويًّا في "الغريبة" أقدم كنيس يهودي في إفريقيا، لأول مرة منذ 20 سنة؛ نتيجة "غياب الزوار هذا العام على خلفية الأوضاع الأمنية غير المستقرة في البلاد".
حيث أعلن بيريز الطرابلسي رئيس "كنيس الغريبة" اليهودي والطائفة اليهودية في جزيرة جربة التونسية؛ إلغاء الاحتفالات التي تقام بسبب "غياب الزوار"، مشيرًا إلى أنها المرة الأولى "منذ أكثر من عشرين عامًا" التي تلغى فيها هذه الفعالية.
وقال الطرابلسي: "ألغيت أغلب فقرات الزيارة السنوية إلى الغريبة نتيجة غياب الزوار هذا العام، على خلفية الأوضاع الأمنية غير المستقرة في البلاد". وأعلن "إلغاء المزادات العلنية المتنوعة بساحة الغريبة التي يخصص ريعها ليهود جربة".
كما ألغيت كافة الأنشطة الثقافية الموازية للطقوس الدينية؛ وذلك وفاءً لشهداء الثورة التونسية، في إشارة إلى أكثر من 200 قتيل إبان الثورة التي أدت إلى فرار الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي في 14 يناير/كانون الثاني الماضي.
وكان من المقرر أن تستمر الزيارة السنوية إلى غريبة خمسة أيام بين 17 و22 مايو/أيار الحالي. وقد شارك فيها العام الماضي آلاف الحجاج، قدم أغلبهم من فرنسا وإسرائيل.
وأضاف الطرابلسي: "الناس خائفون من عدم استتباب الأمن. ووسائل الإعلام المرئية لا تكف عن الحديث عن الاضطرابات في البلاد، وهذا لا يشجع الحجاج على القدوم إلى تونس". وأضاف أن الجالية اليهودية "هي قبل كل شيء تونسية. ونحن جميعًا في الزورق نفسه".
يذكر أن عددًا كبيرًا من اليهود الذين كان عددهم حوالي 100 ألف نسمة، قد غادروا تونس عند الاستقلال عام 1956، للإقامة خصوصًا في فرنسا وإسرائيل، ولم يعد عددهم يزيد حاليًّا عن 1000 نسمة تقريبًا، يقيم معظمهم في جربة وتونس العاصمة. وتُرجع أساطير شفوية غير مدونة تاريخيًّا إقامة معبد "الغريبة" إلى العام 586 قبل ميلاد المسيح.
أما في مصر فنظم المئات من طلاب جامعة دمنهور وائتلاف شباب الثورة وحركة "لن تمروا فوق أرضي"، اليوم؛ مسيرة سلمية إلى ضريح أبو حصيرة؛ تضامنًا مع الانتفاضة الفلسطينية الثالثة، ورفضًا لإقامة مولد أبو حصيرة المزعوم بدمنهور، يوم الأحد 15 مايو/أيار.
وأحرق الطلبة العلم الإسرائيلي، كما حملوا لافتة تقول "فوق أرضي لن تمروا.. ممنوع دخول الصهاينة"، في إشارة إلى الزيارات المتكررة التي يقوم بها سياح إسرائيليون كل عام إلى ضريح أبو حصيرة.
وردد الطلاب الهتافات التي تندد بالاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، وتدعو إلى وقف المجازر بقطاع غزة، وتوحيد كلمة الدول العربية لاستعادة الأراضي العربية المحتلة، ووقف مختلف أشكال التطبيع مع إسرائيل، كوقف تصدير الغاز، وطرد سفيرها من مصر.
وقد طُوِّقت مداخل القرية بكردونات أمنية وسيارات أمن مركزي بمشاركة رجال القوات المسلحة؛ لمنع دخول المتظاهرين الرافضين وجود قبر أبو حصيرة المزعوم في مدينة دمنهور.
وتمكنت قوات الشرطة والجيش من إحباط المحاولة، وأحاطت الضريح بطوق أمني محكم، كما أقامت حاجرًا أمنيًّا عند كوبري أبو الريش المؤدي إلى الضريح.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق